الكتاب المقدس, العهد الجديد, اعمال الرسل,
أضف النص الخاص بالعنوان هنا

١ فقال رئيس ٱلكهنة: «أترى هذه ٱلأمور هكذا هي؟». ٢ فقال: «أيها ٱلرجال ٱلإخوة وٱلآباء، ٱسمعوا! ظهر إله ٱلمجد لأبينا إبراهيم وهو في ما بين ٱلنهرين، قبلما سكن في حاران، ٣ وقال له: ٱخرج من أرضك ومن عشيرتك، وهلم إلى ٱلأرض ٱلتي أريك. ٤ فخرج حينئذ من أرض ٱلكلدانيين وسكن في حاران. ومن هناك نقله، بعد ما مات أبوه، إلى هذه ٱلأرض ٱلتي أنتم ٱلآن ساكنون فيها. ٥ ولم يعطه فيها ميراثا ولا وطأة قدم، ولكن وعد أن يعطيها ملكا له ولنسله من بعده، ولم يكن له بعد ولد. ٦ وتكلم ٱلله هكذا: أن يكون نسله متغربا في أرض غريبة، فيستعبدونه ويسيئوا إليه أربع مئة سنة، ٧ وٱلأمة ٱلتي يستعبدون لها سأدينها أنا، يقول ٱلله. وبعد ذلك يخرجون ويعبدونني في هذا ٱلمكان. ٨ وأعطاه عهد ٱلختان، وهكذا ولد إسحاق وختنه في ٱليوم ٱلثامن. وإسحاق ولد يعقوب، ويعقوب ولد رؤساء ٱلآباء ٱلٱثني عشر. ٩ ورؤساء ٱلآباء حسدوا يوسف وباعوه إلى مصر، وكان ٱلله معه، ١٠ وأنقذه من جميع ضيقاته، وأعطاه نعمة وحكمة أمام فرعون ملك مصر، فأقامه مدبرا على مصر وعلى كل بيته.

١١ «ثم أتى جوع على كل أرض مصر وكنعان، وضيق عظيم، فكان آباؤنا لا يجدون قوتا. ١٢ ولما سمع يعقوب أن في مصر قمحا، أرسل آباءنا أول مرة. ١٣ وفي ٱلمرة ٱلثانية ٱستعرف يوسف إلى إخوته، وٱستعلنت عشيرة يوسف لفرعون. ١٤ فأرسل يوسف وٱستدعى أباه يعقوب وجميع عشيرته، خمسة وسبعين نفسا. ١٥ فنزل يعقوب إلى مصر ومات هو وآباؤنا، ١٦ ونقلوا إلى شكيم ووضعوا في ٱلقبر ٱلذي ٱشتراه إبراهيم بثمن فضة من بني حمور أبي شكيم. ١٧ وكما كان يقرب وقت ٱلموعد ٱلذي أقسم ٱلله عليه لإبراهيم، كان ينمو ٱلشعب ويكثر في مصر، ١٨ إلى أن قام ملك آخر لم يكن يعرف يوسف. ١٩ فٱحتال هذا على جنسنا وأساء إلى آبائنا، حتى جعلوا أطفالهم منبوذين لكي لا يعيشوا.

٢٠ «وفي ذلك ٱلوقت ولد موسى وكان جميلا جدا، فربي هذا ثلاثة أشهر في بيت أبيه. ٢١ ولما نبذ، ٱتخذته ٱبنة فرعون وربته لنفسها ٱبنا. ٢٢ فتهذب موسى بكل حكمة ٱلمصريين، وكان مقتدرا في ٱلأقوال وٱلأعمال. ٢٣ ولما كملت له مدة أربعين سنة، خطر على باله أن يفتقد إخوته بني إسرائيل. ٢٤ وإذ رأى واحدا مظلوما حامى عنه، وأنصف ٱلمغلوب، إذ قتل ٱلمصري. ٢٥ فظن أن إخوته يفهمون أن ٱلله على يده يعطيهم نجاة، وأما هم فلم يفهموا. ٢٦ وفي ٱليوم ٱلثاني ظهر لهم وهم يتخاصمون، فساقهم إلى ٱلسلامة قائلا: أيها ٱلرجال، أنتم إخوة. لماذا تظلمون بعضكم بعضا؟ ٢٧ فٱلذي كان يظلم قريبه دفعه قائلا: من أقامك رئيسا وقاضيا علينا؟ ٢٨ أتريد أن تقتلني كما قتلت أمس ٱلمصري؟ ٢٩ فهرب موسى بسبب هذه ٱلكلمة، وصار غريبا في أرض مديان، حيث ولد ٱبنين.

٣٠ «ولما كملت أربعون سنة، ظهر له ملاك ٱلرب في برية جبل سيناء في لهيب نار عليقة. ٣١ فلما رأى موسى ذلك تعجب من ٱلمنظر. وفيما هو يتقدم ليتطلع، صار إليه صوت ٱلرب: ٣٢ أنا إله آبائك، إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب. فٱرتعد موسى ولم يجسر أن يتطلع. ٣٣ فقال له ٱلرب: ٱخلع نعل رجليك، لأن ٱلموضع ٱلذي أنت واقف عليه أرض مقدسة. ٣٤ إني لقد رأيت مشقة شعبي ٱلذين في مصر، وسمعت أنينهم ونزلت لأنقذهم. فهلم ٱلآن أرسلك إلى مصر.

٣٥ «هذا موسى ٱلذي أنكروه قائلين: من أقامك رئيسا وقاضيا؟ هذا أرسله ٱلله رئيسا وفاديا بيد ٱلملاك ٱلذي ظهر له في ٱلعليقة. ٣٦ هذا أخرجهم صانعا عجائب وآيات في أرض مصر، وفي ٱلبحر ٱلأحمر، وفي ٱلبرية أربعين سنة.

٣٧ «هذا هو موسى ٱلذي قال لبني إسرائيل: نبيا مثلي سيقيم لكم ٱلرب إلهكم من إخوتكم. له تسمعون. ٣٨ هذا هو ٱلذي كان في ٱلكنيسة في ٱلبرية، مع ٱلملاك ٱلذي كان يكلمه في جبل سيناء، ومع آبائنا. ٱلذي قبل أقوالا حية ليعطينا إياها. ٣٩ ٱلذي لم يشأ آباؤنا أن يكونوا طائعين له، بل دفعوه ورجعوا بقلوبهم إلى مصر ٤٠ قائلين لهارون: ٱعمل لنا آلهة تتقدم أمامنا، لأن هذا موسى ٱلذي أخرجنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه! ٤١ فعملوا عجلا في تلك ٱلأيام وأصعدوا ذبيحة للصنم، وفرحوا بأعمال أيديهم. ٤٢ فرجع ٱلله وأسلمهم ليعبدوا جند ٱلسماء، كما هو مكتوب في كتاب ٱلأنبياء: هل قربتم لي ذبائح وقرابين أربعين سنة في ٱلبرية يا بيت إسرائيل؟ ٤٣ بل حملتم خيمة مولوك، ونجم إلهكم رمفان، ٱلتماثيل ٱلتي صنعتموها لتسجدوا لها. فأنقلكم إلى ما وراء بابل.

٤٤ «وأما خيمة ٱلشهادة فكانت مع آبائنا في ٱلبرية، كما أمر ٱلذي كلم موسى أن يعملها على ٱلمثال ٱلذي كان قد رآه، ٤٥ ٱلتي أدخلها أيضا آباؤنا إذ تخلفوا عليها مع يشوع في ملك ٱلأمم ٱلذين طردهم ٱلله من وجه آبائنا، إلى أيام داود ٤٦ ٱلذي وجد نعمة أمام ٱلله، وٱلتمس أن يجد مسكنا لإله يعقوب. ٤٧ ولكن سليمان بنى له بيتا. ٤٨ لكن ٱلعلي لا يسكن في هياكل مصنوعات ٱلأيادي، كما يقول ٱلنبي: ٤٩ ٱلسماء كرسي لي، وٱلأرض موطئ لقدمي. أي بيت تبنون لي؟ يقول ٱلرب، وأي هو مكان راحتي؟ ٥٠ أليست يدي صنعت هذه ٱلأشياء كلها؟

٥١ «يا قساة ٱلرقاب، وغير ٱلمختونين بٱلقلوب وٱلآذان! أنتم دائما تقاومون ٱلروح ٱلقدس. كما كان آباؤكم كذلك أنتم! ٥٢ أي ٱلأنبياء لم يضطهده آباؤكم؟ وقد قتلوا ٱلذين سبقوا فأنبأوا بمجيء ٱلبار، ٱلذي أنتم ٱلآن صرتم مسلميه وقاتليه، ٥٣ ٱلذين أخذتم ٱلناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه». ٥٤ فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه. ٥٥ وأما هو فشخص إلى ٱلسماء وهو ممتلئ من ٱلروح ٱلقدس، فرأى مجد ٱلله، ويسوع قائما عن يمين ٱلله. ٥٦ فقال: «ها أنا أنظر ٱلسماوات مفتوحة، وٱبن ٱلإنسان قائما عن يمين ٱلله». ٥٧ فصاحوا بصوت عظيم وسدوا آذانهم، وهجموا عليه بنفس واحدة، ٥٨ وأخرجوه خارج ٱلمدينة ورجموه. وٱلشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول. ٥٩ فكانوا يرجمون ٱستفانوس وهو يدعو ويقول: «أيها ٱلرب يسوع، ٱقبل روحي». ٦٠ ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم: «يارب، لا تقم لهم هذه ٱلخطية». وإذ قال هذا رقد.