الكتاب المقدس, العهد القديم, تكوين,
أضف النص الخاص بالعنوان هنا

١ ثم رفع يعقوب رجليه وذهب إلى أرض بني ٱلمشرق. ٢ ونظر وإذا في ٱلحقل بئر وهناك ثلاثة قطعان غنم رابضة عندها، لأنهم كانوا من تلك ٱلبئر يسقون ٱلقطعان، وٱلحجر على فم ٱلبئر كان كبيرا. ٣ فكان يجتمع إلى هناك جميع ٱلقطعان فيدحرجون ٱلحجر عن فم ٱلبئر ويسقون ٱلغنم، ثم يردون ٱلحجر على فم ٱلبئر إلى مكانه. ٤ فقال لهم يعقوب: «يا إخوتي، من أين أنتم؟» فقالوا: «نحن من حاران». ٥ فقال لهم: «هل تعرفون لابان ٱبن ناحور؟» فقالوا: «نعرفه». ٦ فقال لهم: «هل له سلامة؟» فقالوا: «له سلامة. وهوذا راحيل ٱبنته آتية مع ٱلغنم». ٧ فقال: «هوذا ٱلنهار بعد طويل. ليس وقت ٱجتماع ٱلمواشي. اسقوا ٱلغنم وٱذهبوا ٱرعوا». ٨ فقالوا: «لا نقدر حتى تجتمع جميع ٱلقطعان ويدحرجوا ٱلحجر عن فم ٱلبئر، ثم نسقي ٱلغنم».

٩ وإذ هو بعد يتكلم معهم أتت راحيل مع غنم أبيها، لأنها كانت ترعى. ١٠ فكان لما أبصر يعقوب راحيل بنت لابان خاله، وغنم لابان خاله، أن يعقوب تقدم ودحرج ٱلحجر عن فم ٱلبئر وسقى غنم لابان خاله. ١١ وقبل يعقوب راحيل ورفع صوته وبكى. ١٢ وأخبر يعقوب راحيل أنه أخو أبيها، وأنه ٱبن رفقة، فركضت وأخبرت أباها. ١٣ فكان حين سمع لابان خبر يعقوب ٱبن أخته أنه ركض للقائه وعانقه وقبله وأتى به إلى بيته. فحدث لابان بجميع هذه ٱلأمور. ١٤ فقال له لابان: «إنما أنت عظمي ولحمي». فأقام عنده شهرا من ٱلزمان.

١٥ ثم قال لابان ليعقوب: «ألأنك أخي تخدمني مجانا؟ أخبرني ما أجرتك». ١٦ وكان للابان ٱبنتان، ٱسم ٱلكبرى ليئة وٱسم ٱلصغرى راحيل. ١٧ وكانت عينا ليئة ضعيفتين، وأما راحيل فكانت حسنة ٱلصورة وحسنة ٱلمنظر. ١٨ وأحب يعقوب راحيل، فقال: «أخدمك سبع سنين براحيل ٱبنتك ٱلصغرى». ١٩ فقال لابان: «أن أعطيك إياها أحسن من أن أعطيها لرجل آخر. أقم عندي». ٢٠ فخدم يعقوب براحيل سبع سنين، وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها.

٢١ ثم قال يعقوب للابان: «أعطني ٱمرأتي لأن أيامي قد كملت، فأدخل عليها». ٢٢ فجمع لابان جميع أهل ٱلمكان وصنع وليمة. ٢٣ وكان في ٱلمساء أنه أخذ ليئة ٱبنته وأتى بها إليه، فدخل عليها. ٢٤ وأعطى لابان زلفة جاريته لليئة ٱبنته جارية. ٢٥ وفي ٱلصباح إذا هي ليئة، فقال للابان: «ما هذا ٱلذي صنعت بي؟ أليس براحيل خدمت عندك؟ فلماذا خدعتني؟». ٢٦ فقال لابان: «لا يفعل هكذا في مكاننا أن تعطى ٱلصغيرة قبل ٱلبكر. ٢٧ أكمل أسبوع هذه، فنعطيك تلك أيضا، بٱلخدمة ٱلتي تخدمني أيضا سبع سنين أخر». ٢٨ ففعل يعقوب هكذا. فأكمل أسبوع هذه، فأعطاه راحيل ٱبنته زوجة له. ٢٩ وأعطى لابان راحيل ٱبنته بلهة جاريته جارية لها. ٣٠ فدخل على راحيل أيضا، وأحب أيضا راحيل أكثر من ليئة. وعاد فخدم عنده سبع سنين أخر. ٣١ ورأى ٱلرب أن ليئة مكروهة ففتح رحمها، وأما راحيل فكانت عاقرا. ٣٢ فحبلت ليئة وولدت ٱبنا ودعت ٱسمه «رأوبين»، لأنها قالت: «إن ٱلرب قد نظر إلى مذلتي. إنه ٱلآن يحبني رجلي». ٣٣ وحبلت أيضا وولدت ٱبنا، وقالت: «إن ٱلرب قد سمع أني مكروهة فأعطاني هذا أيضا». فدعت ٱسمه «شمعون». ٣٤ وحبلت أيضا وولدت ٱبنا، وقالت: «ٱلآن هذه ٱلمرة يقترن بي رجلي، لأني ولدت له ثلاثة بنين». لذلك دعي ٱسمه «لاوي». ٣٥ وحبلت أيضا وولدت ٱبنا وقالت: «هذه ٱلمرة أحمد ٱلرب». لذلك دعت ٱسمه «يهوذا». ثم توقفت عن ٱلولادة.