الكتاب المقدس, العهد القديم, تكوين,
أضف النص الخاص بالعنوان هنا

١ فلما رأى يعقوب أنه يوجد قمح في مصر، قال يعقوب لبنيه: «لماذا تنظرون بعضكم إلى بعض؟» ٢ وقال «إني قد سمعت أنه يوجد قمح في مصر. ٱنزلوا إلى هناك وٱشتروا لنا من هناك لنحيا ولا نموت». ٣ فنزل عشرة من إخوة يوسف ليشتروا قمحا من مصر. ٤ وأما بنيامين أخو يوسف فلم يرسله يعقوب مع إخوته، لأنه قال: «لعله تصيبه أذية».

٥ فأتى بنو إسرائيل ليشتروا بين ٱلذين أتوا، لأن ٱلجوع كان في أرض كنعان. ٦ وكان يوسف هو ٱلمسلط على ٱلأرض، وهو ٱلبائع لكل شعب ٱلأرض. فأتى إخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم إلى ٱلأرض. ٧ ولما نظر يوسف إخوته عرفهم، فتنكر لهم وتكلم معهم بجفاء، وقال لهم: «من أين جئتم؟» فقالوا: «من أرض كنعان لنشتري طعاما». ٨ وعرف يوسف إخوته، وأما هم فلم يعرفوه.

٩ فتذكر يوسف ٱلأحلام ٱلتي حلم عنهم، وقال لهم: «جواسيس أنتم! لتروا عورة ٱلأرض جئتم» ١٠ فقالوا له: «لا يا سيدي، بل عبيدك جاءوا ليشتروا طعاما. ١١ نحن جميعنا بنو رجل واحد. نحن أمناء، ليس عبيدك جواسيس». ١٢ فقال لهم: «كلا! بل لتروا عورة ٱلأرض جئتم». ١٣ فقالوا: «عبيدك ٱثنا عشر أخا. نحن بنو رجل واحد في أرض كنعان. وهوذا ٱلصغير عند أبينا ٱليوم، وٱلواحد مفقود». ١٤ فقال لهم يوسف: «ذلك ما كلمتكم به قائلا: جواسيس أنتم! ١٥ بهذا تمتحنون. وحياة فرعون لا تخرجون من هنا إلا بمجيء أخيكم ٱلصغير إلى هنا. ١٦ أرسلوا منكم واحدا ليجيء بأخيكم، وأنتم تحبسون، فيمتحن كلامكم هل عندكم صدق. وإلا فوحياة فرعون إنكم لجواسيس!». ١٧ فجمعهم إلى حبس ثلاثة أيام.

١٨ ثم قال لهم يوسف في ٱليوم ٱلثالث: «ٱفعلوا هذا وٱحيوا. أنا خائف ٱلله. ١٩ إن كنتم أمناء فليحبس أخ واحد منكم في بيت حبسكم، وٱنطلقوا أنتم وخذوا قمحا لمجاعة بيوتكم. ٢٠ وأحضروا أخاكم ٱلصغير إلي، فيتحقق كلامكم ولا تموتوا». ففعلوا هكذا. ٢١ وقالوا بعضهم لبعض: «حقا إننا مذنبون إلى أخينا ٱلذي رأينا ضيقة نفسه لما ٱسترحمنا ولم نسمع. لذلك جاءت علينا هذه ٱلضيقة». ٢٢ فأجابهم رأوبين قائلا: «ألم أكلمكم قائلا: لا تأثموا بٱلولد، وأنتم لم تسمعوا؟ فهوذا دمه يطلب». ٢٣ وهم لم يعلموا أن يوسف فاهم، لأن ٱلترجمان كان بينهم. ٢٤ فتحول عنهم وبكى، ثم رجع إليهم وكلمهم، وأخذ منهم شمعون وقيده أمام عيونهم.

٢٥ ثم أمر يوسف أن تملأ أوعيتهم قمحا، وترد فضة كل واحد إلى عدله، وأن يعطوا زادا للطريق. ففعل لهم هكذا. ٢٦ فحملوا قمحهم على حميرهم ومضوا من هناك. ٢٧ فلما فتح أحدهم عدله ليعطي عليقا لحماره في ٱلمنزل، رأى فضته وإذا هي في فم عدله. ٢٨ فقال لإخوته: «ردت فضتي وها هي في عدلي». فطارت قلوبهم وٱرتعدوا بعضهم في بعض قائلين: «ما هذا ٱلذي صنعه ٱلله بنا؟».

٢٩ فجاءوا إلى يعقوب أبيهم إلى أرض كنعان، وأخبروه بكل ما أصابهم قائلين: ٣٠ «تكلم معنا ٱلرجل سيد ٱلأرض بجفاء، وحسبنا جواسيس ٱلأرض. ٣١ فقلنا له: نحن أمناء، لسنا جواسيس. ٣٢ نحن ٱثنا عشر أخا بنو أبينا. ٱلواحد مفقود وٱلصغير ٱليوم عند أبينا في أرض كنعان. ٣٣ فقال لنا ٱلرجل سيد ٱلأرض: بهذا أعرف أنكم أمناء. دعوا أخا واحدا منكم عندي، وخذوا لمجاعة بيوتكم وٱنطلقوا. ٣٤ وأحضروا أخاكم ٱلصغير إلي فأعرف أنكم لستم جواسيس، بل أنكم أمناء، فأعطيكم أخاكم وتتجرون في ٱلأرض». ٣٥ وإذ كانوا يفرغون عدالهم إذا صرة فضة كل واحد في عدله. فلما رأوا صرر فضتهم هم وأبوهم خافوا.

٣٦ فقال لهم يعقوب: «أعدمتموني ٱلأولاد. يوسف مفقود، وشمعون مفقود، وبنيامين تأخذونه. صار كل هذا علي». ٣٧ وكلم رأوبين أباه قائلا: «ٱقتل ٱبني إن لم أجئ به إليك. سلمه بيدي وأنا أرده إليك». ٣٨ فقال: «لا ينزل ٱبني معكم، لأن أخاه قد مات، وهو وحده باق. فإن أصابته أذية في ٱلطريق ٱلتي تذهبون فيها تنزلون شيبتي بحزن إلى ٱلهاوية».