الكتاب المقدس, العهد القديم, صموئيل اول,
أضف النص الخاص بالعنوان هنا

١ وجمع ٱلفلسطينيون جيوشهم للحرب، فٱجتمعوا في سوكوه ٱلتي ليهوذا، ونزلوا بين سوكوه وعزيقة في أفس دميم. ٢ وٱجتمع شاول ورجال إسرائيل ونزلوا في وادي ٱلبطم، وٱصطفوا للحرب للقاء ٱلفلسطينيين. ٣ وكان ٱلفلسطينيون وقوفا على جبل من هنا، وإسرائيل وقوفا على جبل من هناك، وٱلوادي بينهم. ٤ فخرج رجل مبارز من جيوش ٱلفلسطينيين ٱسمه جليات، من جت، طوله ست أذرع وشبر، ٥ وعلى رأسه خوذة من نحاس، وكان لابسا درعا حرشفيا، ووزن ٱلدرع خمسة آلاف شاقل نحاس، ٦ وجرموقا نحاس على رجليه، ومزراق نحاس بين كتفيه، ٧ وقناة رمحه كنول ٱلنساجين، وسنان رمحه ست مئة شاقل حديد، وحامل ٱلترس كان يمشي قدامه. ٨ فوقف ونادى صفوف إسرائيل وقال لهم: «لماذا تخرجون لتصطفوا للحرب؟ أما أنا ٱلفلسطيني، وأنتم عبيد لشاول؟ ٱختاروا لأنفسكم رجلا ولينزل إلي. ٩ فإن قدر أن يحاربني ويقتلني نصير لكم عبيدا، وإن قدرت أنا عليه وقتلته تصيرون أنتم لنا عبيدا وتخدموننا». ١٠ وقال ٱلفلسطيني: «أنا عيرت صفوف إسرائيل هذا ٱليوم. أعطوني رجلا فنتحارب معا». ١١ ولما سمع شاول وجميع إسرائيل كلام ٱلفلسطيني هذا ٱرتاعوا وخافوا جدا.

١٢ وداود هو ٱبن ذلك ٱلرجل ٱلأفراتي من بيت لحم يهوذا ٱلذي ٱسمه يسى وله ثمانية بنين. وكان ٱلرجل في أيام شاول قد شاخ وكبر بين ٱلناس. ١٣ وذهب بنو يسى ٱلثلاثة ٱلكبار وتبعوا شاول إلى ٱلحرب. وأسماء بنيه ٱلثلاثة ٱلذين ذهبوا إلى ٱلحرب: أليآب ٱلبكر، وأبيناداب ثانيه، وشمة ثالثهما. ١٤ وداود هو ٱلصغير. وٱلثلاثة ٱلكبار ذهبوا وراء شاول. ١٥ وأما داود فكان يذهب ويرجع من عند شاول ليرعى غنم أبيه في بيت لحم.

١٦ وكان ٱلفلسطيني يتقدم ويقف صباحا ومساء أربعين يوما. ١٧ فقال يسى لداود ٱبنه: «خذ لإخوتك إيفة من هذا ٱلفريك، وهذه ٱلعشر ٱلخبزات وٱركض إلى ٱلمحلة إلى إخوتك. ١٨ وهذه ٱلعشر ٱلقطعات من ٱلجبن قدمها لرئيس ٱلألف، وٱفتقد سلامة إخوتك وخذ منهم عربونا». ١٩ وكان شاول وهم وجميع رجال إسرائيل في وادي ٱلبطم يحاربون ٱلفلسطينيين. ٢٠ فبكر داود صباحا وترك ٱلغنم مع حارس، وحمل وذهب كما أمره يسى، وأتى إلى ٱلمتراس، وٱلجيش خارج إلى ٱلٱصطفاف وهتفوا للحرب. ٢١ وٱصطف إسرائيل وٱلفلسطينيون صفا مقابل صف. ٢٢ فترك داود ٱلأمتعة ٱلتي معه بيد حافظ ٱلأمتعة، وركض إلى ٱلصف وأتى وسأل عن سلامة إخوته. ٢٣ وفيما هو يكلمهم إذا برجل مبارز ٱسمه جليات ٱلفلسطيني من جت، صاعد من صفوف ٱلفلسطينيين وتكلم بمثل هذا ٱلكلام، فسمع داود. ٢٤ وجميع رجال إسرائيل لما رأوا ٱلرجل هربوا منه وخافوا جدا. ٢٥ فقال رجال إسرائيل: «أرأيتم هذا ٱلرجل ٱلصاعد؟ ليعير إسرائيل هو صاعد! فيكون أن ٱلرجل ٱلذي يقتله يغنيه ٱلملك غنى جزيلا، ويعطيه ابنته، ويجعل بيت أبيه حرا في إسرائيل».

٢٦ فكلم داود ٱلرجال ٱلواقفين معه قائلا: «ماذا يفعل للرجل ٱلذي يقتل ذلك ٱلفلسطيني، ويزيل ٱلعار عن إسرائيل؟ لأنه من هو هذا ٱلفلسطيني ٱلأغلف حتى يعير صفوف ٱلله ٱلحي؟» ٢٧ فكلمه ٱلشعب بمثل هذا ٱلكلام قائلين: «كذا يفعل للرجل ٱلذي يقتله». ٢٨ وسمع أخوه ٱلأكبر أليآب كلامه مع ٱلرجال، فحمي غضب أليآب على داود وقال: «لماذا نزلت؟ وعلى من تركت تلك ٱلغنيمات ٱلقليلة في ٱلبرية؟ أنا علمت كبرياءك وشر قلبك، لأنك إنما نزلت لكي ترى ٱلحرب». ٢٩ فقال داود: «ماذا عملت ٱلآن؟ أما هو كلام؟». ٣٠ وتحول من عنده نحو آخر، وتكلم بمثل هذا ٱلكلام، فرد له ٱلشعب جوابا كٱلجواب ٱلأول. ٣١ وسمع ٱلكلام ٱلذي تكلم به داود وأخبروا به أمام شاول، فٱستحضره. ٣٢ فقال داود لشاول: «لا يسقط قلب أحد بسببه. عبدك يذهب ويحارب هذا ٱلفلسطيني». ٣٣ فقال شاول لداود: «لا تستطيع أن تذهب إلى هذا ٱلفلسطيني لتحاربه لأنك غلام وهو رجل حرب منذ صباه». ٣٤ فقال داود لشاول: «كان عبدك يرعى لأبيه غنما، فجاء أسد مع دب وأخذ شاة من ٱلقطيع، ٣٥ فخرجت وراءه وقتلته وأنقذتها من فيه، ولما قام علي أمسكته من ذقنه وضربته فقتلته. ٣٦ قتل عبدك ٱلأسد وٱلدب جميعا. وهذا ٱلفلسطيني ٱلأغلف يكون كواحد منهما، لأنه قد عير صفوف ٱلله ٱلحي». ٣٧ وقال داود: «ٱلرب ٱلذي أنقذني من يد ٱلأسد ومن يد ٱلدب هو ينقذني من يد هذا ٱلفلسطيني». فقال شاول لداود: «ٱذهب وليكن ٱلرب معك». ٣٨ وألبس شاول داود ثيابه، وجعل خوذة من نحاس على رأسه، وألبسه درعا. ٣٩ فتقلد داود بسيفه فوق ثيابه وعزم أن يمشي، لأنه لم يكن قد جرب. فقال داود لشاول: «لا أقدر أن أمشي بهذه، لأني لم أجربها». ونزعها داود عنه. ٤٠ وأخذ عصاه بيده، وٱنتخب له خمسة حجارة ملس من ٱلوادي وجعلها في كنف ٱلرعاة ٱلذي له، أي في ٱلجراب، ومقلاعه بيده وتقدم نحو ٱلفلسطيني. ٤١ وذهب ٱلفلسطيني ذاهبا وٱقترب إلى داود وٱلرجل حامل ٱلترس أمامه. ٤٢ ولما نظر ٱلفلسطيني ورأى داود ٱستحقره لأنه كان غلاما وأشقر جميل ٱلمنظر. ٤٣ فقال ٱلفلسطيني لداود: «ألعلي أنا كلب حتى أنك تأتي إلي بعصي؟». ولعن ٱلفلسطيني داود بآلهته. ٤٤ وقال ٱلفلسطيني لداود: «تعال إلي فأعطي لحمك لطيور ٱلسماء ووحوش ٱلبرية». ٤٥ فقال داود للفلسطيني: «أنت تأتي إلي بسيف وبرمح وبترس، وأنا آتي إليك بٱسم رب ٱلجنود إله صفوف إسرائيل ٱلذين عيرتهم. ٤٦ هذا ٱليوم يحبسك ٱلرب في يدي، فأقتلك وأقطع رأسك. وأعطي جثث جيش ٱلفلسطينيين هذا ٱليوم لطيور ٱلسماء وحيوانات ٱلأرض، فتعلم كل ٱلأرض أنه يوجد إله لإسرائيل. ٤٧ وتعلم هذه ٱلجماعة كلها أنه ليس بسيف ولا برمح يخلص ٱلرب، لأن ٱلحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا». ٤٨ وكان لما قام ٱلفلسطيني وذهب وتقدم للقاء داود أن داود أسرع وركض نحو ٱلصف للقاء ٱلفلسطيني. ٤٩ ومد داود يده إلى ٱلكنف وأخذ منه حجرا ورماه بٱلمقلاع، وضرب ٱلفلسطيني في جبهته، فٱرتز ٱلحجر في جبهته، وسقط على وجهه إلى ٱلأرض. ٥٠ فتمكن داود من ٱلفلسطيني بٱلمقلاع وٱلحجر، وضرب ٱلفلسطيني وقتله. ولم يكن سيف بيد داود. ٥١ فركض داود ووقف على ٱلفلسطيني وأخذ سيفه وٱخترطه من غمده وقتله وقطع به رأسه. فلما رأى ٱلفلسطينيون أن جبارهم قد مات هربوا. ٥٢ فقام رجال إسرائيل ويهوذا وهتفوا ولحقوا ٱلفلسطينيين حتى مجيئك إلى ٱلوادي، وحتى أبواب عقرون. فسقطت قتلى ٱلفلسطينيين في طريق شعرايم إلى جت وإلى عقرون. ٥٣ ثم رجع بنو إسرائيل من ٱلٱحتماء وراء ٱلفلسطينيين ونهبوا محلتهم. ٥٤ وأخذ داود رأس ٱلفلسطيني وأتى به إلى أورشليم، ووضع أدواته في خيمته. ٥٥ ولما رأى شاول داود خارجا للقاء ٱلفلسطيني قال لأبنير رئيس ٱلجيش: «ٱبن من هذا ٱلغلام يا أبنير؟» فقال أبنير: «وحياتك أيها ٱلملك لست أعلم». ٥٦ فقال ٱلملك: «ٱسأل ٱبن من هذا ٱلغلام». ٥٧ ولما رجع داود من قتل ٱلفلسطيني أخذه أبنير وأحضره أمام شاول ورأس ٱلفلسطيني بيده. ٥٨ فقال له شاول: «ٱبن من أنت يا غلام؟» فقال داود: «ٱبن عبدك يسى ٱلبيتلحمي».