الكتاب المقدس, العهد القديم, تثنية,
أضف النص الخاص بالعنوان هنا

١ «انصتي أيتها ٱلسماوات فأتكلم، ولتسمع ٱلأرض أقوال فمي. ٢ يهطل كٱلمطر تعليمي، ويقطر كٱلندى كلامي. كٱلطل على ٱلكلاء، وكالوابل على ٱلعشب. ٣ إني بٱسم ٱلرب أنادي. أعطوا عظمة لإلهنا. ٤ هو ٱلصخر ٱلكامل صنيعه. إن جميع سبله عدل. إله أمانة لا جور فيه. صديق وعادل هو.

٥ «أفسد له ٱلذين ليسوا أولاده عيبهم، جيل أعوج ملتو. ٦ ألرب تكافئون بهذا يا شعبا غبيا غير حكيم؟ أليس هو أباك ومقتنيك، هو عملك وأنشأك؟ ٧ اذكر أيام ٱلقدم، وتأملوا سني دور فدور. اسأل أباك فيخبرك، وشيوخك فيقولوا لك.

٨ «حين قسم ٱلعلي للأمم، حين فرق بني آدم، نصب تخوما لشعوب حسب عدد بني إسرائيل. ٩ إن قسم ٱلرب هو شعبه. يعقوب حبل نصيبه. ١٠ وجده في أرض قفر، وفي خلاء مستوحش خرب. أحاط به ولاحظه وصانه كحدقة عينه. ١١ كما يحرك ٱلنسر عشه وعلى فراخه يرف، ويبسط جناحيه ويأخذها ويحملها على مناكبه، ١٢ هكذا ٱلرب وحده ٱقتاده وليس معه إله أجنبي. ١٣ أركبه على مرتفعات ٱلأرض فأكل ثمار ٱلصحراء، وأرضعه عسلا من حجر، وزيتا من صوان ٱلصخر، ١٤ وزبدة بقر ولبن غنم، مع شحم خراف وكباش أولاد باشان، وتيوس مع دسم لب ٱلحنطة، ودم ٱلعنب شربته خمرا.

١٥ «فسمن يشورون ورفس. سمنت وغلظت وٱكتسيت شحما! فرفض ٱلإله ٱلذي عمله، وغبي عن صخرة خلاصه. ١٦ أغاروه بٱلأجانب، وأغاظوه بٱلأرجاس. ١٧ ذبحوا لأوثان ليست ٱلله. لآلهة لم يعرفوها، أحداث قد جاءت من قريب لم يرهبها آباؤكم. ١٨ ٱلصخر ٱلذي ولدك تركته، ونسيت ٱلله ٱلذي أبدأك.

١٩ «فرأى ٱلرب ورذل من ٱلغيظ بنيه وبناته. ٢٠ وقال: أحجب وجهي عنهم، وأنظر ماذا تكون آخرتهم. إنهم جيل متقلب، أولاد لا أمانة فيهم. ٢١ هم أغاروني بما ليس إلها، أغاظوني بأباطيلهم. فأنا أغيرهم بما ليس شعبا، بأمة غبية أغيظهم. ٢٢ إنه قد ٱشتعلت نار بغضبي فتتقد إلى ٱلهاوية ٱلسفلى، وتأكل ٱلأرض وغلتها، وتحرق أسس ٱلجبال. ٢٣ أجمع عليهم شرورا، وأنفذ سهامي فيهم، ٢٤ إذ هم خاوون من جوع، ومنهوكون من حمى وداء سام، أرسل فيهم أنياب ٱلوحوش مع حمة زواحف ٱلأرض. ٢٥ من خارج ٱلسيف يثكل، ومن داخل ٱلخدور ٱلرعبة. ٱلفتى مع ٱلفتاة وٱلرضيع مع ٱلأشيب. ٢٦ قلت: أبددهم إلى ٱلزوايا، وأبطل من ٱلناس ذكرهم. ٢٧ لو لم أخف من إغاظة ٱلعدو، من أن ينكر أضدادهم، من أن يقولوا: يدنا ٱرتفعت وليس ٱلرب فعل كل هذه.

٢٨ «إنهم أمة عديمة ٱلرأي ولا بصيرة فيهم. ٢٩ لو عقلوا لفطنوا بهذه وتأملوا آخرتهم. ٣٠ كيف يطرد واحد ألفا، ويهزم ٱثنان ربوة، لولا أن صخرهم باعهم وٱلرب سلمهم؟ ٣١ لأنه ليس كصخرنا صخرهم، ولو كان أعداؤنا ٱلقضاة. ٣٢ لأن من جفنة سدوم جفنتهم، ومن كروم عمورة. عنبهم عنب سم، ولهم عناقيد مرارة. ٣٣ خمرهم حمة ٱلثعابين وسم ٱلأصلال ٱلقاتل.

٣٤ «أليس ذلك مكنوزا عندي، مختوما عليه في خزائني؟ ٣٥ لي ٱلنقمة وٱلجزاء. في وقت تزل أقدامهم. إن يوم هلاكهم قريب وٱلمهيآت لهم مسرعة. ٣٦ لأن ٱلرب يدين شعبه، وعلى عبيده يشفق. حين يرى أن ٱليد قد مضت، ولم يبق محجوز ولا مطلق، ٣٧ يقول: أين آلهتهم، ٱلصخرة ٱلتي ٱلتجأوا إليها، ٣٨ ٱلتي كانت تأكل شحم ذبائحهم وتشرب خمر سكائبهم؟ لتقم وتساعدكم وتكن عليكم حماية! ٣٩ انظروا ٱلآن! أنا أنا هو وليس إله معي. أنا أميت وأحيي. سحقت، وإني أشفي، وليس من يدي مخلص. ٤٠ إني أرفع إلى ٱلسماء يدي وأقول: حي أنا إلى ٱلأبد. ٤١ إذا سننت سيفي ٱلبارق، وأمسكت بٱلقضاء يدي، أرد نقمة على أضدادي، وأجازي مبغضي. ٤٢ أسكر سهامي بدم، ويأكل سيفي لحما. بدم ٱلقتلى وٱلسبايا، ومن رؤوس قواد ٱلعدو.

٤٣ «تهللوا أيها ٱلأمم، شعبه، لأنه ينتقم بدم عبيده، ويرد نقمة على أضداده، ويصفح عن أرضه عن شعبه».

٤٤ فأتى موسى ونطق بجميع كلمات هذا ٱلنشيد في مسامع ٱلشعب، هو ويشوع بن نون. ٤٥ ولما فرغ موسى من مخاطبة جميع إسرائيل بكل هذه ٱلكلمات، ٤٦ قال لهم: «وجهوا قلوبكم إلى جميع ٱلكلمات ٱلتي أنا أشهد عليكم بها ٱليوم، لكي توصوا بها أولادكم، ليحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه ٱلتوراة. ٤٧ لأنها ليست أمرا باطلا عليكم، بل هي حياتكم. وبهذا ٱلأمر تطيلون ٱلأيام على ٱلأرض ٱلتي أنتم عابرون ٱلأردن إليها لتمتلكوها». ٤٨ وكلم ٱلرب موسى في نفس ذلك ٱليوم قائلا: ٤٩ «اصعد إلى جبل عباريم هذا، جبل نبو ٱلذي في أرض موآب ٱلذي قبالة أريحا، وٱنظر أرض كنعان ٱلتي أنا أعطيها لبني إسرائيل ملكا، ٥٠ ومت في ٱلجبل ٱلذي تصعد إليه، وٱنضم إلى قومك، كما مات هارون أخوك في جبل هور وضم إلى قومه. ٥١ لأنكما خنتماني في وسط بني إسرائيل عند ماء مريبة قادش في برية صين، إذ لم تقدساني في وسط بني إسرائيل. ٥٢ فإنك تنظر ٱلأرض من قبالتها، ولكنك لا تدخل إلى هناك إلى ٱلأرض ٱلتي أنا أعطيها لبني إسرائيل»